من هو سيد الحفاظ
من هو سيد الحفاظ ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ من معرفة الإجابة عنها، والصحابة هم خير الناس، وقد أجاز العلماء أن تُذكَر ألقاب الصحابة إذا لم يُراد بها الانتقاص وإنَّما التعريف بالصحابي، ومن ألقابهم الصديق وهو أبو بكر، والفاروق عمر بن الخطاب، وذي النورين عثمان بن عفّان، وشاعر الرسول حسّان بن ثابت، ومؤذن الرسول بلال بن رباح رضي الله عنهم جميعًا.
من هو سيد الحفاظ
سيد الحفاظ هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو الصحابيُ الجليل، والمُحدِّث، والإمام الفقيه، وأحد قُرَّاء الحجاز، وُلد في السنة التَّاسعة عشر قبل الهجرة، وعُرف بملازمته للرَّسول صلى الله عليه وسلم، وحفظه الكثير من الأحاديث وروايتها عنه، وقد عهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم القيام ببعض المهام؛ كحفظ أموال زكاة رمضان، وإرساله مؤذِّنًا إلى البحرين مع والي البحرين العلاء بن الحضرمي، أمّا كُنيته التي اشتُهر بها فهي أبو هريرة، وقد أُطلقت عليه هذه الكنية بسبب هِرَّة برِيّةٍ وجدها فأخذها في كُمِّه، وقيل إنه كان يرعى غنمًا لأهله، فكانت له هريرةٌ يأخذها معه ويلعب بها، ويضعها عند حلول الليل في شجرة، فكنَّاه أهله بها، وقد كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يدعوه أبا هِرٍّ.
معلومات عن أبي هريرة رضي الله عنه
أبو هريرة هو الصحابي عبد الرحمن بن صخر الدوسي، عُرف في الجاهلية باسم عبد شمس بن صخر، وعندما أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، اسم عبد الرحمن بن صخر الدوسي نسبة إلى قبيلة دوس بن عدنان، ويُكنى بأبي هريرة، تولى أبو هريرة في عهد عمر بن الخطاب ولاية البحرين، كما تولى إمارة المدينة، ثمّ لزم المدينة المنورة يُعلم الناس الحديث النبوي إلى أن وافته المنية، دخل أبو هريرة رضي الله عنه إلى الإسلام في السنة السابعة للهجرة بعد أن دُعي إليه من قبل الطفيل بن عمرو الدوسي، وقد ذهب الاثنان فقط من قبيلة دوس اليمنية من أجل إعلان إسلامهم، وكان عمره آنذاك ثمانية وعشرين عامًا، وكان الطفيل قد طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قبيلته دوس بسبب عدم إسلام أحد منها، ولكن الرسول صلّى الله عليه وسلّم دعا لهم.
اشتهر أبو هريرة بكثرة روايته للحديث عن الرسول، فقد جمع خلال بضع سنين الكثير من العلم عن رسول الله، وهو أكثر الصحابة حصولاً على ذلك؛ والسبب يعود إلى مصاحبته للرسول لمدة ثلاث سنين، ولم يُفارقه خلالها أبدًا، وكان الصحابي الجليل فقيرًا ليس لديه تجارة، ولا أسواق، وقد كان من أحفظ الصحابة لأحاديث رسولنا، فقد قال عن نفسه: “ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فإنّه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب، وأنا لا أكتب استأذن رسول الله في ذلك فأذن له”، وروى الكثير من الصحابة والتابعين عن أبي هريرة، ويبلغ عددهم ثمانمئة رجلًا، وقد روى عنه أيضاً أصحاب الكتب الستة، ومالك بن أنس في موطئه، وأحمد بن حنبل في مسنده.
بالإضافة إلى حفظه للحديث كان أبو هريرة حافظًا للقرآن أيضًا، ويُعد من القراء المشهورين الذين حفظوا القرآن وعلموه لغيرهم من التابعين، واتّسم أبو هريرة بخلقه الحسن، وبتواضعه، وكرمه، وحبه لآل بيت رسول الله، شهد أبو هريرة جميع الغزوات مع الرسول، وجميع الغزوات مع الخلفاء الراشدين، وقد شهد معركة مؤتة، ومعركة الردة مع أبي بكر، كما شارك في الفتح الإسلامي لبلاد فارس في عهد عمر بن الخطاب، وتوفي الصحابي العظيم في السنة السابعة والخمسين للهجرة في المدينة المنورة عن عمر ثمانية وسبعين عاماً وتم دفنه بالبقيع.